languageFrançais

8 سنوات بعد الثورة.. ماذا تغيّر ؟

قال مسعود الرمضاني رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية في برنامج ميدي شو اليوم الاثنين 14 جانفي 2019 إنّ الشعارات الأصلية للثورة المنادية بالحرية والديمقراطية والعدالة الانتقالية يجب أن تتحقق "وإلا وقعنا في إشكال كبير وفوضى".

واعتبر أنّ الوضع الراهن في تونس بعد الثورة مكسب منقوص "لكن لا يمكن إنكار ما تحقق ويجب المحافظة عليه والتفاؤل في المستقبل" وفق تعبيره.

وأضاف أنّ السياسيين لم يكن لهم أي بديل فقط طالبوا بتحسين الأوضاع وبالديمقراطية لكن بسقوط النظام وجدوا أنفسهم دون برنامج أو تصور لقيادة تونس ولم يكن لهم القدرة على التواصل مع المواطنين لإقناعهم.

وشدّد مسعود الرمضاني ضرورة "تنسيب الأشياء" لان العدالة الانتقالية لم تتحق والتحركات الاجتماعية متواصلة ومطالب الجهات الداخلية لم تتغير، متابعا  "في تقديري منوال التنمية الذي كان وراء إسقاط نظام بن علي مازال متواصلا ونتائجه الكارثية متواصلة أيضا".

وأشار رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى أنّ اليأس الذي يعيشه  التونسي اليوم سببه شعوره بالغربة ومشاغله التي باتت لا تعني من هم في الحكم والأوضاع التي لم تتحسن ما دفع الشباب الى فقدان الثقة في السلطة وهو ما يفسّر ارتفاع محاولات الانتحار والهجرة غير الشرعية وهجرة الأدمغة ما جعلنا نحتل المرتبة الثانية بعد سوريا. 

وعود ..فطموحات..فخيبة أمل وإحباط

من جانبه أكّد لطفي عيسى أستاذ التاريخ الثقافي أنّ خيبة الأمل التي يشعر بها التونسي 8 سنوات بعد الثورة كانت عىلى قدر الآمال المعلقّة.

وأضاف "الوعود جاءت بعدها طموحات وانتظارات جماعية تلتها خيبة أمل وإحباط لان الحلم كان أكبر من الواقع"، متابعا "بقية بلدان العالم أٌرّت أنّه ليس من السهل أن تسير دولة ناشئة كتونس في مسار الديمقراطية لوجود صعوبات كبيرة".

واعتبر لطفي عيسى أنّه من الضروري إعادة التفكير في تدبير الشأن الترابي في تونس "لأنّه مشكل حقيقي وعدم التوازن الجهوي مسألة حقيقية والمفترض إحداث أقطاب للتنمية لتحقيق الإدماج".

التونسي لم يدرك مدى طموحاته ليعرف مدى التضحيات المطلوبة منه

بدوره أكّد الدكتور حمادي بن جاب الله أستاذ الفلسفة الحديثة وفلسفة العلوم أنّ التونسيين لم يتأكدوا بعد ماذا فعلوا في ظلّ نقص التوعية السياسة والخطاب السياسي "ما جعلنا لا ندرك أننا قمنا بثورة لا مثال لها في الحضارة العربية الإسلامية". 

واعتبر أنّ المواطن التونسي لم يدرك مدى طموحاته ليعرف مدى التضحيات المطلوبة منه "واليوم نشهد تبديدا للثروات الوطنية والجهد الوطني ما يجعل المواطن العادي يشك في تحسن الأوضاع وانعدام الثقة في المسؤولين والطبقة السياسية'.

وأقرّ حمادي بن جاب الله أنّ ترتيب الأولويات من الأمور المصيرية "ونحن شعب كانت له طموحات وهو بلد صغير ضرب موعدا مع التاريخ في عدة محطات لكن ما نحتاجه اليوم أن يكون اتحاد الشغل حشّاديا أكثر وان يدافع عن منظوريه وعن القضية الوطنية".

وتابع "لا يجب أن يكتفي الاتحاد بالمطالب الاجتماعية بل أن يتخذ موقفا آخر يكون وطنيا للدفاع عن البلاد وسيادتها ومعه جميع القوى الوطنية الفاعلة". 

وأكّد ضيف ميدي شو أنّه لو تكاتفت كلّ المنظمات الوطنية وأخذ بزمام الأمور سيقع تجاوز الأزمة الراهنة.